أبي
قد تتغير حياتك في لحظة للأبد
..
تتغير ولا تعود كما كانت ابداً
فتعيش حياة جديدة لا تتحول للأسوأ دائماً
قد تكون أحياناً للأفضل .
لم أعرف ذلك وقتها فلم اعي كل
هذا في مثل هذي السن الصغيرة ,,
حتى تحولت حياتي إلى - قبل
وبعد- وتغير مسارها إلى مسار لم اعتده
لكن هذا ما حدث ..
أتذكر ذلك اليوم جيدًا كأنه
بـالأمس , عندما أحضرت أربعة أطباق
على طاولة الطعام فلم أجد إلا
ثلاثة ليأكلوا ,, حتى تعودت على
كوننا ثلاث بالمنزل .
وهـا أنا .. أتذكرك بين الحين
والأخر ,
فكلما نظرت لذوات سني اشعر بنوع
من الحسرة بداخلي ..
أتحسر على فترة ضاعت من عمري لأتحمل
المسئولية لما كان
الهم مجرد شنطة ومدرسة وألعاب
,,
تركتني لأواجه هذا المجتمع الموحش صغيرة وحدي ..
لقد غدرت بنا فجعلتنا نحتاج لمن
أعلاهم الزمان علينا لنعيش بلا
كرامة في ظلهم , ليصبح الورق
سيدنا ويكتب علينا العيش في ذل و
مهانة لمن لا يستحقون .
نادم ؟
.. لا أظن , لكني اشتقت إليك !
ياله من إحساس صعب ومتناقض ,,
أن تجتمع مشاعر الحب والغضب
من شخص معين فتزول كل هذه
المشاعر ويحل مكانها الجفاء ..
وبرغم جفاء قلبي , اشعر أحياناً
إني مجرد قشور رقيقة سهلة الانكسار
لقد تركت بقلبي فجوة كبيرة لا
يستطيع احد إصلاحها ,,
مع ذلك اخترت أن أتذكر لك كل ما
هو جميل لتتبقى لي صورة مشوهة
الملامح عن أبي الذي لطالما
أردته ...
اذهب .. بعيداً
!!
لم أعد بحاجة إليك , لقد صمدت
وأنا صغيرة بدونك حتى كونت
حياة جديدة بنفسي لست بحاجة لك
فيها ..
لقد فقدت كل ما له معنى من أبوة
في نظري !
أنا خسرتك وكسبت نفسي ..
والآن .. أنا اختار .. أنا
أتركك
..


